في عالم الطب والرعاية الصحية يعد التوحد من أكثر الاضطرابات التنموية شيوعاً وتعقيداً خاصة عند الأطفال حيث يتميز هذا الاضطراب بمجموعة متنوعة من الأعراض والسلوكيات التي تؤثر على قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع الآخرين ومع ذلك، يُظهر البحث العلمي أنه من الممكن التخفيف من حدة هذه الأعراض وتحسين نوعية حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب من خلال التدخلات العلاجية المناسبة وبرامج تعديل السلوك.
Contents
ما هو التوحد المكتسب؟
التوحد المكتسب والمعروف أيضًا باسم اضطراب التوحد الناتج عن حالة طبية أو بيئية معينة، يشير إلى حالة يظهر فيها الطفل تطورًا طبيعيًا في السنوات الأولى من حياته ثم يبدأ في فقدان المهارات الاجتماعية واللغوية والسلوكية التي اكتسبها وهذا النوع من التوحد يختلف عن الأشكال الأخرى حيث يحدث التدهور بعد فترة من التطور الطبيعي.
هل التوحد مكتسب أم يولد مع الطفل؟
التوحد بشكل عام يُعتبر حالة تنموية تظهر عادة في مرحلة مبكرة من الطفولة ويُعتقد بأنها تكون موجودة منذ الولادة أو حتى قبلها والأدلة العلمية تشير إلى أن التوحد هو اضطراب ذو أصول جينية وبيولوجية مع وجود عوامل بيئية قد تلعب دورًا في تفاقم أو تعديل الأعراض.
تتضمن العوامل التي يُعتقد أنها تساهم في تطور التوحد ما يلي:
- الجينات: وجود تغييرات أو طفرات في بعض الجينات قد تزيد من خطر تطور التوحد.
- عوامل بيئية: مثل التعرض لبعض المواد الكيميائية أو العوامل البيئية أثناء الحمل.
- عوامل أخرى: مثل العمر المتقدم للآباء والأمهات عند الحمل، والولادة المبكرة أو المضاعفات أثناء الولادة.
ما الفرق بين التوحد المكتسب وأشكال التوحد الأخرى
التوحد المكتسب وأشكال التوحد الأخرى تختلف في كيفية وتوقيت ظهور الأعراض. إليكم الفروق الرئيسية:
- توقيت ظهور الأعراض:
التوحد المكتسب: في هذه الحالة يظهر الطفل تطورًا طبيعيًا في السنوات الأولى من حياته ولكن بعد فترة من النمو الطبيعي يبدأ الطفل في فقدان المهارات الاجتماعية واللغوية والسلوكية التي كان قد اكتسبها وهذا النوع من التوحد يُعرف أيضًا بالتوحد الناتج عن انتكاسة أو تراجع في التطور.
أشكال التوحد الأخرى: في معظم حالات التوحد تظهر الأعراض منذ الولادة أو في مرحلة مبكرة جدًا من الحياة وعادة ما يُلاحظ الآباء والمهنيون علامات التوحد في السنوات الأولى من حياة الطفل.
- طبيعة الأعراض:
في كلا النوعين من التوحد يمكن أن تشمل الأعراض صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي واهتمامات محدودة أو سلوكيات متكررة ومع ذلك في حالة التوحد المكتسب يُلاحظ وجود تراجع أو فقدان للمهارات التي كانت موجودة من قبل.
- التشخيص:
تشخيص التوحد المكتسب قد يكون أكثر تحديًا لأنه يتطلب توثيقًا للتطور الطبيعي السابق ومن ثم التراجع بينما في حالات التوحد الأخرى يتم التركيز على تحديد الأعراض الموجودة حاليًا والتاريخ التنموي العام للطفل.
- الأسباب والعوامل المساهمة:
العوامل الجينية والبيئية يمكن أن تلعب دورًا في كلا النوعين ولكن قد يكون هناك اختلاف في الآليات البيولوجية أو البيئية التي تسبب التوحد المكتسب مقارنةً بأشكال التوحد الأخرى.
أعراض التوحد المكتسب عند الأطفال
أعراض التوحد المكتسب عند الأطفال يمكن أن تكون متنوعة وتظهر بعد فترة من التطور الطبيعي وهذه الأعراض تشمل:
- تراجع في القدرات اللغوية: فقدان الكلمات أو القدرة على تكوين جمل والتي كان الطفل قادرًا على استخدامها سابقًا.
- صعوبات في التواصل الاجتماعي: تراجع في القدرة على التواصل البصري وفقدان الاهتمام بالأشخاص أو الأنشطة الاجتماعية وصعوبة في تكوين علاقات مع الأقران.
- تغيرات في السلوك: ظهور سلوكيات متكررة أو نمطية مثل التلويح باليدين، الدوران، أو الثبات على روتينات معينة.
- فقدان المهارات الحركية المكتسبة: مثل التراجع في القدرة على استخدام الأدوات أو اللعب بالألعاب بطريقة مناسبة.
- تغيرات في الاستجابة للبيئة المحيطة: مثل زيادة الحساسية أو قلتها تجاه المحفزات الحسية كالأصوات، الأضواء، أو اللمس.
- صعوبات في التغذية والنوم: تغييرات في عادات الأكل أو النوم، مثل صعوبات في النوم أو اختيارات غذائية محدودة جدًا.
الفرق بين أعراض التوحد المكتسب وأعراض التوحد التقليدي عند الأطفال
فهم الفرق بين أعراض التوحد المكتسب وأعراض التوحد التقليدي عند الأطفال يساعد في التشخيص والتدخل المناسب.
فيما يلي بعض الاختلافات الرئيسية:
التوحد المكتسب
- تطور طبيعي في البداية: الأطفال يظهرون تطورًا طبيعيًا في السنوات الأولى من حياتهم.
- فقدان المهارات المكتسبة: يحدث فقدان للمهارات اللغوية، الاجتماعية، أو الحركية التي كان الطفل قد اكتسبها.
- ظهور مفاجئ للأعراض: التراجع في التطور يكون ملحوظًا وغالبًا ما يكون مفاجئًا أو خلال فترة قصيرة.
التوحد التقليدي
- تحديات التطور منذ البداية: الأعراض تظهر عادة منذ الولادة أو في مراحل مبكرة جدًا من الطفولة.
- ثبات الأعراض: الأعراض تكون ثابتة ومستمرة دون تراجع واضح في المهارات المكتسبة.
- تدرج في التطور: التطور في التواصل الاجتماعي والمهارات اللغوية والسلوكية يكون محدودًا منذ البداية.
الأعراض المشتركة
كلا النوعين يشتركان في بعض الأعراض، مثل:
- صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي: مثل عدم القدرة على تكوين علاقات مع الأقران أو صعوبة في التواصل غير اللفظي.
- سلوكيات متكررة ومحدودة: مثل الروتينات الصارمة، الحركات المتكررة، أو الاهتمامات المحدودة.
التشخيص والتدخل
- التشخيص المبكر والدقيق مهم لكلا النوعين.
- التدخلات المبكرة والمخصصة تلعب دورًا حاسمًا في دعم تطور الطفل وتحسين جودة الحياة.
التوحد، سواء كان مكتسبًا أو تقليديًا، يتطلب نهجًا شاملاً يأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الفردية لكل طفل.
أسباب التوحد المكتسب عند الأطفال
أسباب التوحد المكتسب عند الأطفال لا تزال موضوعًا للبحث والدراسة ولم يتم تحديدها بشكل قاطع ومع ذلك، هناك عدة نظريات وعوامل محتملة يُعتقد أنها قد تساهم في تطور هذا النوع من التوحد.
من بين هذه العوامل:
- العوامل الجينية: وجود تغيرات جينية أو طفرات قد تزيد من خطر التوحد وفي بعض الحالات قد يكون هناك تاريخ عائلي لاضطرابات طيف التوحد أو اضطرابات التطور الأخرى.
- العوامل البيئية: التعرض لبعض العوامل البيئية مثل التلوث، المعادن الثقيلة أو مواد كيميائية معينة أثناء الحمل أو في مراحل مبكرة من الطفولة يمكن أن يساهم في تطور التوحد.
- مضاعفات أثناء الحمل والولادة: بعض المشكلات التي تحدث أثناء الحمل أو الولادة، مثل نقص الأكسجين، ولادة طفل مبتسر، أو المضاعفات الأخرى قد تؤثر على تطور الدماغ.
- الاضطرابات الأيضية والمناعية: وجود اضطرابات في عمليات الأيض أو الجهاز المناعي لدى الطفل قد يكون له تأثير على تطور التوحد.
- التهابات الدماغ: في بعض الحالات قد تكون التهابات الدماغ أو إصاباته سببًا في حدوث التوحد المكتسب.
أبطال المعرفة أفضل مركز لتعديل سلوك أطفال التوحد المكتسب
في مركز أبطال المعرفة، نتبنى نهجًا متكاملاً ومبتكرًا في تعديل سلوك أطفال التوحد المكتسب حيث يعتمد المركز على أحدث الأساليب العلاجية والتربوية التي تركز على فهم كل طفل كفرد متفرد بحاجاته وقدراته من خلال فريق من المتخصصين المدربين والمؤهلين ويوفر المركز برامج تعليمية وتأهيلية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات كل طفل بما في ذلك تقنيات التعزيز الإيجابي، العلاج باللعب والتدخلات السلوكية ونحن نؤمن بأن كل طفل لديه القدرة على التعلم والنمو ونسعى في أبطال المعرفة لإطلاق هذه القدرات ودعم الأطفال في رحلتهم نحو تحقيق أقصى إمكاناتهم.
اقرأ أيضاً: التوحد المؤقت عند الأطفال: الأعراض وطرق التعامل معه
تأهيل وعلاج التوحد المكتسب عند الأطفال في السعودية
تعتبر السعودية رائدة في مجال تأهيل وعلاج التوحد المكتسب عند الأطفال حيث توفر مجموعة واسعة من الخدمات والبرامج المتخصصة ويتم التركيز في السعودية على الجمع بين النهج العلاجي والتعليمي مع احترام التقاليد الثقافية والاجتماعية للمجتمع والمراكز المتخصصة والمستشفيات تقدم خدمات شاملة تشمل التقييم والتشخيص، العلاج السلوكي، العلاجات المهنية والنطق، بالإضافة إلى الدعم الأسري كما توجد مبادرات وبرامج توعوية لرفع مستوى الوعي بالتوحد وكيفية التعامل معه.
الأسئلة الشائعة حول أعراض التوحد المكتسب عند الأطفال في السعودية
ما هي أعراض التوحد المكتسب؟
تراجع في المهارات اللغوية والتواصلية التي كان الطفل قد اكتسبها سابقًا.
فقدان الاهتمام بالتفاعلات الاجتماعية وصعوبة في تكوين علاقات.
ظهور سلوكيات متكررة ونمطية.
تغيرات في الاستجابة للمحفزات الحسية
هل اضطراب التوحد مكتسب؟
التوحد عمومًا ليس مكتسبًا ويعتقد أن له جذورًا جينية وبيولوجية فالتوحد المكتسب حالة نادرة حيث يظهر الطفل تطورًا طبيعيًا ثم يفقد المهارات المكتسبة.
ما هي تصرفات مريض التوحد؟
صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي.
سلوكيات متكررة وروتينية.
ردود فعل مفرطة أو غير كافية للمحفزات الحسية.
تحديات في فهم الإشارات الاجتماعية والعاطفية.
هل يستطيع طفل التوحد الدراسة؟
نعم، يمكن للأطفال المصابين بالتوحد الدراسة وقد يحتاجون إلى دعم وتعديلات خاصة في بيئة التعليم لمساعدتهم على التعلم بفعالية.
من ماذا يخاف مريض التوحد؟
قد يخاف الأشخاص المصابون بالتوحد من تغيير الروتين، الأصوات العالية، أو المواقف الاجتماعية الغامضة وهذا يختلف بشكل كبير بين الأفراد.
هل الطفل المصاب بالتوحد يكون عصبي؟
بعض الأطفال المصابين بالتوحد قد يظهرون سلوكيات عصبية خاصة في مواجهة المحفزات الحسية أو التغيرات التي تخرجهم من روتينهم.
ما هو علاج التوحد الناتج عن التلفزيون؟
لا توجد أدلة قاطعة تربط بين مشاهدة التلفزيون والتوحد، العلاج الأساسي للتوحد يتضمن العلاج السلوكي، العلاج اللغوي وتدخلات تعليمية متخصصة ومن المهم أيضًا تقييم وتحديد أسلوب الحياة الصحي للطفل بما في ذلك استخدام التلفزيون والأجهزة الإلكترونية.